رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

الإعلام البديل.. فوضى مدمرة.. منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى «وباء».. وتُستخدم لصالح جماعات إرهابية.. دراسات غربية تحذر من خطورة السوشيال ميديا.. وتطالب بالتصدي لـ«الميليشيات الإلكترونية»

قسم : ملفات
الثلاثاء, 01 أكتوبر 2019 12:10
الأرقام والوقائع تثبت أننا أصبحنا نعيش في عالم تتضارب فيه الحقيقة مع الشائعات، والوهم مع الضلالات عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تفوق في تأثيرها الإعلام التقليدي "صحافة وإذاعة وتليفزيون"، وتداخلت المفاهيم وعمت الفوضى في عصر السوشيال ميديا، فحل النشطاء محل الإعلاميين، واختلطت الحقيقية بالزيف وأصبح التفريق بينهم ضربًا من خيال.

اضطرابات جغرافية
في دراسة نشرتها شبكة الصحفيين الدوليين "ijnet" بعنوان "دراسة عن السوشيال ميديا في الشرق الأوسط" نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي، كما يراها كثيرون، كانت العامل الرئيسي في الاضطرابات الجغرافية والسياسية التي هزت مناطق عدة في الشرق الأوسط، إبان ظهور الربيع العربي.

ويقول داميان رادكليف، أستاذ الصحافة بجامعة أوريجون الأمريكية ــ يصدر تقاريره حول مواقع التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط منذ العام 2012 ـــ في بحثه عن الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي كمحرك أساسي في التغيير بحسب نتائج استطلاع حول الشباب العربي أجري العام الماضي:: إن الشباب العربي لا يزال يستخدم فيس بوك، وأن ثلثيه نحو 63٪ يتابعون فيس بوك وتويتر للحصول على الأخبار، في حين أصبح الأمر مغايرا لما يجري في الولايات المتحدة، حيث تم وضع ضوابط للحصول على معلومات من فيس بوك، وخلص استطلاع جامعة أوريجون الأمريكية إلى أن نصف الشباب العربي (49٪) يحصلون يوميًا على الأخبار من خلال فيس بوك، فيما كانت النسبة 35٪ قبل عام، وأن 61٪ من الشباب العربي يستخدمون موقع فيس بوك بشكل متكرر أكثر من العام الماضي.

تشريع مصري
وفي مصر أقرت الحكومة تشريعًا تضع بموجبه جميع الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تضمّ أكثر من 5000 متابع، تحت المراقبة الحكومية، ويضع التشريع قيودًا على الإنترنت، وبات من الضروري أن تحصل المواقع على ترخيص من الحكومة قبل مباشرة العمل، وبالرغم من ذلك لم تتمكن الحكومة من فرض سيطرتها الكاملة على فوضى الأخبار الكاذبة والمضللة التي تطلقها منصات السوشيال ميديا.

التنمر والسوشيال
وأجرت قناة "CBS news" الأمريكية استطلاعًا كشفت فيه أن 42% من الشباب المشاركين في مواقع التواصل الاجتماعي تعرضوا لنوع من التنمر، فالعلاقات التي يتمّ بناؤها عبر منصات التّواصُل الاجتماعي عادة تكون زائفةً وليست حقيقة، ويصبح من الصعب التفريق بينها وبين العلاقات الحقيقية في العالم الحقيقي، وقد تُستغل هذه المنصات بغرض التنمر من قِبل بعض الأفراد.

شباب الجامعات والفيس
وفي دراسة للباحثة داليا إبراهيم الدسوقي المدبولي بعنوان "التماس المعلومات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بمصداقية المضمون لدارسي الإعلام بالجامعات المصري" كشفت أن 90.5% من الشباب يعتمدون على موقع فيس بوك للحصول على المعلومات السياسية، كما أن فيس بوك يشكل وعي الشباب بنسبة 73.5% بما يدور حولهم، كما يناقش 62.5% من الشباب القضايا السياسية والاجتماعية عبر منصة فيس بوك، الأمر الذي يؤكد سرعة وانتشار ما يتم تداوله من أكاذيب وزيف عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها عدد كبير من الشباب في تشكيل وعيهم، ويعتبرونها المصدر الأكثر أهمية في الحصول على المعلومات، مبتعدين عن وسائل الإعلام التقليدي، لاعتقادهم أنها تقدم لهم القليل من المعلومات المطلوبة.

معارك مربكة
في مقالها بعنوان "كيف تشوش التكنولوجيا الحقيقة" كتبت كاترين فاينر محررة الأخبار بصحيفة "الجارديان" البريطانية: "إننا عالقون في سلسلة معارك مربكة بين قوى متعارضة بين الحق والباطل، الحقيقة والشائعات، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بين جمهور مستنير وغوغاء مضلَّلة، الأمر الذي يؤدي لتقلص الحقيقة، إننا لا نستطيع الاتفاق على ماهية الحقائق، وعندما لا يكون هناك توافق في الآراء بشأن الحقيقة وعندما لا توجد وسيلة لتحقيق ذلك، تأتي الفوضى".

وتقول فاينر: "هناك قصص ملفقة تنتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتخلق "هاشتاجات" وتعمل عليها مواقع تبحث عن الانتشار قبل الحقيقة"، وفي العصر الرقمي صار من السهل، أكثر من أي وقت مضى، نشر معلومات كاذبة ومضللة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أحيانًا بسبب الذعر أو الخبث وأحيانًا عن تلاعب متعمد، من قِبل شركة أو نظام. أيًا كانت الدوافع، تنتشر الحقائق والأكاذيب الآن بنفس الطريقة".

الانفلات
وفى مقال للدكتورة أمل نصير الأستاذة بجامعة اليرموك، بعنوان "تراكم الفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أين؟" تقول :"وفي قراءة بسيطة لمضامين الحوارات والتعليقات على منصاتها يتضح وجود كم من التخلف الفكري والعنف اللفظي والبعد عن النقد الموضوعي، وضعف القدرة على التواصل مع الآخر، ولولا بقايا قيم وأخلاق يجاهد المجتمع للحفاظ عليها في مواجهة جيش إلكتروني ضخم يتسم جزء منه بالانفلات لكانت الأمور أكثر سوءًا".

وقالت نصير: إن الفوضى فيها نوعان: معلوماتية وأخلاقية، فهناك تخبط وعشوائية في نشر المعلومة وتشويهها، وحوارات مبنية على ذلك تتسم بالانحدار الأخلاقي، والانفلات من أدب النفس، وتهذيب اللسان، واحترام الذات؛ لذا انتشرت الشائعات المغرضة بهدف تضليل الرأي العام وتشويهه، وفسدت الذائقة الاجتماعية بعبارات نابية، مشعلة خطاب الكراهية بين الجميع، الشيب والشباب، والذكور والإناث، مما يشكل حالة مقلقة يجب محاصرتها، وتتزايد خطورة هذا الوضع مع الانتشار الكبير والإقبال المتزايد على استخدام الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي في ظل انتشار شبكات الجيل الثالث والرابع، وانتشار الهواتف الذكية.

Rochen Web Hosting