دون منصب وبدون كرسى مجلس الشعب ولكن بضمير يقظ وبطبيعة نقية وبإحساس مرار أصحاب المعاشات نجح البدرى فرغلى عضو مجلس الشعب الأسبق، فى إعادة الروح لأصحاب المعاشات الذين أصابهم اليأس والقنوط، من الحصول على حقوقهم المهدرة فى قضية العلاوات الخمس واضافتها الى الراتب المتغير والتى طالما طالبوا بها مرارا وتكرارا وخرجوا فى أكثر من تظاهرة مطالبين بحقوقهم الأصيلة فى استرداد حقهم الضائع من سنوات العمل العجاف، والتضحيات وضياع العمر والصحة والشباب وهم قابعون على مكاتبهم ويقومون بأعمالهم على خير وجه لخدمه الآلاف من الجماهير، ثم ليلقوا مصيرهم من سنوات انتظار ومرارة السؤال للحصول على حقوقهم.

تولى البدرى فرغلى ذلك المناضل البورسعيدى الأصل ،والذى كان نائبا فى البرلمان فى دورات سابقة قضية أصحاب المعاشات بكل جدية واهتمام وسعى دون كلل أو ملل مجاهدا أما المحاكم المختلفة ومن تأجيل لتأجيل لآخر لتسرب اليأس لنفوس من حوله والتعلق بتلابيب النطق بالحكم، وعدم الرفض أو الطعن عليها كانت ثقته بالله وفى تحقيق الامل لهؤلاء من أصحاب المعاشات، كان اكبر دافع للصبر والمثابرة والامل المنتظر مع فجر يوم جديد وتحرك معه فى الجلسات القضائية ايضا محامى نقابة الصحفيين سيد أبو زيد  ليكون للنقابة ايضا دور رشيد فى عودة الحقوق لأصحابها من خلال مستشارها سيد ابوزيد بجوار رحلة كفاح البدرى فرغلى.

وتأتى ساعات المخاض المنتظر لتصدر المحكمة الادارية العليا حكمها التاريخى البات النهائى بأحقية أصحاب المعاشات لحقوقهم الضائعة وتحقيق أملهم وتعود السعادة تكسو وجوههم وهول المفاجأة بصدور الحكم الهام لحياتهم بعد طول انتظار ..فتحية لهؤلاء الرجال وتحية لكل من ينتصر للحق.

والغريب فى الأمر يأتى حكم المحكمة فى الوقت الذى يتم فيه القبض على شقيق يوسف بطرس غالي وكان الأخير وزير مالية اسبق، وقام باستغلال أموال المعاشات حينئذ وقام بالمضاربة بها وقامت الدنيا وقعدت، كيف يحدث ذلك مع مال عام هو ملك لأصحاب المعاشات وحتى تسربت أخبار من وزيرة التامينات وقتها وتم استعادة جزء كبير من هذه الأموال وعودتها مرة أخرى، وقدر المبلغ وقتها بستمائة مليار جنيه.

حقا لا يضيع حق وراءه مطالب، وخدمة الوطن لا تتطلب  كرسى مجلس الشعب، فالخدمة والهمة والاحساس بالآخر، ما هى الا ضمير يقظ يستطيع أن يوقد قناديل الامل.

‏عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.