رئيس مجلس الادارة
رئيس التحرير
ميرفت السيد
ترخيص المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 2022/31

سورة الوعد والرعد!

قسم : مقالات
الأربعاء, 08 ديسمبر 2021 17:47

بشرى سورة الرعد.. أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)، أى إن العمل الصالح ينفع صاحبه فى أرض الدنيا ما دامت قائمة وفى السماء ما دامت دائمة، وأحصت الآية الأعمال التى تمكث فى الأرض وفى السماء كما يلى: أولاً «للذين استجابوا لربهم الحسنى»، ثانياً «أفمن يعلم أنما أُنزل إليك من ربك الحق»، ثالثاً «أولو الألباب» وهم: ١- الذين يوفون بعهد الله ديناً ودنيا، ٢- ولا ينقضون الميثاق، ٣- والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ٤- ويخشون ربهم، ٥- ويخافون سوء الحساب، ٦- والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم، ٧- وأقاموا الصلاة، ٨- وأنفقوا مما رزقناهم زكاة وصدقة، ٩- ويدرأون بالحسنة السيئة أى تمسح الحسنة ذنب السيئة، (أولئك لهم عقبى الدار) أى ثوابهم الإقامة الدائمة فى الجنة، والدار الآخرة هى دار المقام الدائمة وليست الدنيا الزائلة، ليس هم فقط وإنما يجلبون لأسرهم الخير كله إن كانوا مؤمنين «جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم»، و(الملائكة يدخلون عليهم من كل باب)، ويقول الملائكة لهم مرحبين بهم: سلام عليكم كما نقول فى الدنيا السلام عليكم ترحيباً وتكريماً ودعاء من الملائكة للمؤمنين (سلام عليكم بما صبرتم)، ولماذا السلام فى الآخرة؟ أى لا تشعر أبداً بخوف من ضياع شىء عزيز عندك أباً أو أماً أو ابناً أو ابنة أو زوجة أو كل أقاربك، فأنت هنا فنعم الدار.

ثم تنتقل السورة إلى مجموعة أخرى من المسلمين وهم الفئة رقم (١٠)، فئة من أناب إلى الله وسلّم أمره لله توحيداً وانفراداً، وهم الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وهذه طمأنينة يثبّت الله بها قلوب المؤمنين ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، أى منع عنهم الخوف والحزن، وهما أكثر ما ينغص على المرء حياته، ثم الفئة الحادية عشرة (١١) الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أى اقترن إيمانهم بعملهم، فجزاؤهم جزاءان: الجزاء الأول «طوبى لهم»، والثانى «وحسن مآب».

ثم تنتقل سورة الرعد إلى بند هام وهو إزالة أى شك من مؤمن أو كافر بصحة هذه الوعود الربانية بالحياة الآخرة السعيدة، معلنة قدرة قراءة القرآن على فعل المعجزات، (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) أى قدرة القرآن على فعل ذلك بقدرة الله كما أحيا عزيراً بعد أن أماته مائة عام وكذلك أنام أهل الكهف ثلاثمائة عام ثم أيقظهم، ثم جبال داود (أوِّبى معه)، ثم قُطعت الأرض فى قرية قوم لوط، ورُفعت للسماء ثم قلبت على ظهرها ليكون وجهها ناحية قاع البحر الميت، مؤكدة فى ختام سرد معجزات القرآن دنيا وآخرة (بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا)، أى يأمر الأرض أو السماء أو الجبال أو الموتى، لا فرق عنده، فينفذون أمر الله، مؤكدة أن الله قادر على أن يجبل جبلّة البشر بالإيمان قسراً وقهراً، (بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) ولكن اختبار الإيمان واجب عند الله، ولذلك لا ييأس الذين آمنوا من قدرة الله على هداية الناس جميعاً، ولكن الله مشيئته امتحانهم، ومع ذلك دلائل أهل الإيمان على قدرة الله أن الله يصيب البشر ببعض علامات قدرته كالزلازل والعواصف والحر والبرد تذكرة للبشرية بأن للكون خالقاً واحداً حتى يأتى وعد الله أى يوم القيامة إن الله لا يخلف الميعاد.

 

Rochen Web Hosting